يسقط حمد آلــِإدَآرِهـ
| موضوع: نصيحة ابن الشيخ عبدالجليل المقداد للشعب البحريني الخميس أغسطس 04, 2011 8:24 am | |
| كم نحب ان نساعد الناس، خاصة وان حاجات الآخرين تدغدغ قلوبنا فلا تتمالك أيدينا لتمتد إلى جيوبنا لتجود بالنصيب صدقة للمحتاج..
وفي أيامنا هذه كثر المحتاجون فالبعض تم فصله من العمل، وعوائل فقدت عائلها لصالح السجن أو المرض أو الشهادة، وتخلت شركات عن دفع تعويضات موظفيها، وغيرها من الأمور التي يعرفها كل أهل البحرين...
أصبح الكثيرون لا يملكون الكثير ليعتاشوا به، فكيف بهم يتصدقون لغيرهم، فصار البعض ينادي لا تتصدق إن كنت لا تستطيع، فقط ساند وظائفهم، فنشروا أسماء تلك العوائل المحتاجة من عوائل الشهداء الشرفاء والمعتقلين المناضلين أو المفصولين الكرماء، وزادهم الله فضلا كل من عاون ويعاون... نحن أهل البحرين بطبعنا نحب مساعدة الآخرين، لكن يصعب علينا إن تعرضنا لضائقة ان نقبل الصدقات من الآخرين، فكرامتنا ومرؤتنا لا تسمح لنا بقبول مساعدات فكيف بصدقات!!
دعونا نتعاون معا فلنساعد بعضنا دون ان نهين الآخرين أو نشعرهم بالمهانة حين نساعدهم.. حين تقدمون الصدقة قدموها سرا، قال رسول الله (ص) "إن صدقة السر تطفئ غضب الرب" وبذلك لا يشعر الطرف الآخر بالمهانة حين أخذها، قدموها هدية مثلا... حين تريدون مساعدة عائلة صارت تعتمد على نفسها في مهنة تخدم الآخرين، لا تعلنوا اسم العائلة للآخرين بالانترنت والرسائل القصيرة والواتس آب، أين كرمنا؟!
أعجبتني الاعلانات التي تقول ساعد جارك، هل في قريتك مفصول شاركه طعامك لا تنساه من الهدايا، هل في قريتك عائلة شهيد لا تغفل عنهم، وانظر في حاجتهم، أحيانا لا نستطيع معرفة ماذا يحتاج الآخرون، لكن عندما أشتري خبزا لعائلتي هل سيضرني لو اشتريت مثله لجاري وأقول له "والله اشتهيت هالخبز لكم نوعية زينة وممتازة ولذيذ" مثلا... عندما تتبرع بطبق طعام لعائلة تعلم حاجتها قدمه في طبق بلاستيكي حتى لا يشعر جارك بضرورة ان يرد لك طبقا آخر فتكلف عليه ما لا طاقة له به.. في أحدى القرى علمت ان الشباب كونوا لجانا، كل أعضاء لجنة لا يعرفون أعضاء اللجان الأخرى فيما عدا شباب التواصل بين اللجان وبذلك يحافظون على سرية الأعضاء، تقسم مناطق القرية على الشباب كل لجنة تكون مسئولة عن منطقة معينة بالقرية، يقوم أهل القرية بتسليم المبالغ للأشخاص الذين يعلمون انهم مرتبطون بهذه اللجان ويتم تجميع المبالغ ثم تقسيمها على اللجان بالقرية..
يتم تقديم المساعدات في ظروف مغلقة للعوائل التي فيها معتقل أو مفصول أو شهيد على انها هدايا مقدمة من أهل القرية، وبهذا نبعد شعور الاهانة عندما تنظر في عين الآخر، وكذلك تحفظ الشباب الذي يجمع المبالغ المتبرع بها، وتضمن وصول المال لأكبر عدد ممكن من المحتاجين..
أعزائي كرمنا لا يجب ان يذهب مرؤتنا واحترامنا للآخرين.. أعلن عن مساعدة الآخرين دون ان تعلن اسم العائلة، ولكي يتحصل أكبر عدد للعوائل التي بدأت أعمالا خاصة بسيطة كالطبخ أو بيع الملابس أو الخياطة، أعلنوا هذه الأسماء للجان سرا وليس علنا..
فليكن التواصل بين اللجان هو حلقة الوصل بين المقدم للمعونة ولمن يستلمها...
يقول جل وعلا: ? إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ ?
أرجو ان نضع في حسباننا مشاعر الآخرين قبل حاجاتهم.. موفقين لكل خير... | |
|